تصريحات وزير الخارجية أيمن الصفدي حول محاولات تهجير الفلسطينيين تجاه المملكة وقوله بانه سيتم التعامل معها على أنها بمثابة إعلان حرب، واعاد التذكير بما قاله جلالة الملك بان التهجير خط احمر،واكد ان هذه ثوابت الدولة الاردنية وسيتم التعامل مع اي محاولة للتهجير وفق هذه الثوابت.
ترامب صرح بكل وضوح وبدون مواربة حول تهجير الفلسطينيين وتوسيع مساحة الكيان الصهيوني واستخدم القلم والمكتب،لإظهارالفرق بين مساحة الكيان الصهيوني والوطن العربي،ولم يخفي نوايا سيطرة امريكا على قطاع غزة،ومن المؤكد أنه سيكون لصالح الكيان الصهيوني،وشاهدنا نتن ياهو مبتسم أثناء المؤتمر الصحفي مع ترامب،وما صرح به وزراء بالكيان الصهيوني لتنفيذ ما قاله ترامب، والدعوة لاستئناف الحرب لتدمير غزة والقضاء على المقاومة الفلسطينية .
التقى الرئيس الامريكي ترامب مع رئيس وزراء الكيان الصهيوني نتن ياهو ،وشاهدنا التصريحات المشتركة بينهما،وما صدر من قرارات لصالح الكيان الصهيوني ، ومنها التمويل المالي والتزويد باسلحة ذات قدرات تدميرية عالية والالتزام بامن الكيان الصهيوني وحمايته من الارهاب واي اعتداء من قبل المقاومة الفلسطينية او اي دولة من دول الاقليم.
ينتظر الجميع ما سيكون عليه لقاء جلالة الملك عبدالله الثاني مع الرئيس ترامب بعد غد الثلاثاء 11/2/2035،حيت توقع البعض ان لا يتم هذا اللقاء بسبب مواقف الرئيس ترامب،واستحضروا ما جرى بحالة الغاء زيارة الرئيس السابق بايدن للاردن في بداية حرب تشرين الاول 2023،هذا اللقاء الذي سيتم مدعوم بموفف شعبي اردني لما اعلنه جلالته برفض التهجير بكافة اشكاله، واستحضر البعض رواية ذكرها المرحوم عبداللطيف عربيات عندما كان رئيسا لمجلس النواب،حيث قال انه حين استدعاه الملك حسين رحمه الله واخبره بان جورج بوش الاب اعلمه بوجوب انزال قوات امريكية بالعقبة والرويشد لمنع السلاح القادم بحرا للعراق وان مدير المخابرات الامريكية سيصل لعمان للتنفيذ، فكان رد المرحوم عبداللطيف عربياتبان الاردنيين بمختلف توجهاتهم لن يقبلوا بقوات امريكية على الارض الاردنية ......الخ الرواية، وحين وصل مدير المخابرات الامريكية للاردن واستقبله الملك حسين وكان بجانبه جريدة جوردان تايمز وتحمل عنوان كبير برفض مجلس النواب وجود قوات امريكية ،حيث ابلغ جلالة الملك مدير المخابرات الامريكية بانه لن يخالف مجلس النواب،ونقول اليوم ان هذا الشيل من ذاك الاسد فمهما قال ترامب فجلالة الملك عبدالله الثاني قادر على ايصال الرسالة برفض التهجير واقامة دولة فلسطينية عاصمتها القدس المحتلة ،وهذا الموقف ياتي متسلحا بالموقف الشعبي الاردني ومواقف عربية ودولية اعلنت رفضها لمثل هذا الطرح .
الكيان الصهيوني ومنذ الاعتراف المتبادل مع منظمة التحرير الفلسطينية وتوقيع اتفاقيات مع دول عربية، اعلنها ويعلنها دوما لا لدولة فلسطينية وكل ما سمح به سلطة فلسطينية منزوعة السيادة ، ولا نريد الخوض بتفاصيل ما تقوم به هذه السلطة من خدمات وكلها بموافقات امنية من الكيان الصهيوني والذي الزم المنظمة بهذه المهمات من خلال اتفاقية اوسلو المشؤومة ،وللاسف الشديد ادت اتفاقية اوسلو لشرذمة الصف الفلسطيني وما تبع ذلك من حدوث امور مؤسفة بين التيارات الفلسطينية ذات الخلفيات المختلفة ووصل الامر في بعض الحالات للاشتباك المسلح للاسف الشديد.
الاردنييون بطبعهم وعندما يستشعرون باي خطر على وطنهم ووحدتهم الوطنية ، يهبوا هبة رجل واحد على اختلاف اصولهم بالمدن والمحاقظات والارياف ، يستعدوا لتقديم الغالي والنفيس فداءا لوطنهم ووحدتهم بمواجهة اي خطر يستهدف الاردن ، وهناك الكثير من الشواهد والاحداث التاريخية منذ نشـأة الدولة الاردنية فالتاريخ سطره احرار الاردن بدمائهم الزكية التي رخصت لاجل الوطن ،ونحن اذ نستذكر شهدائنا ندعوا لهم بالرحمة والمغفرة ونتلوا لارواهم الطاهرة الفاتحة.
الدبلوماسية الاردنية على مر التاريخ اعلنت موقفها من ايجاد حل عادل للقضية الفلسطينية واقامة دولته المستقلة على خطوط الرابع من حزيران 1967 وعاصمتها القدس الشرقية،هذا الموقف ينسجم مع قرارات القمم العربية وقرارات الشرعية الدولية ،وقد نشطت الد\بلوماسية الاردنية بشكل ملحوظ ومميز منذ بداية الحرب على غزة واستطاعت اختراق الكثير،من خلال فتح المجال لارسال مساعدات انسانية بالرغم من المعيقات التي وضعها الكيان الصهيوني وتعطيل ادخالها في بعض الاحيان لتكون دون الحد الادنى لاحتياجات اهلنا في غزة الجريحة.
كثرت تصريحات ترامب واشغل العالم بتصريحاته وظهوره محتفيا بتوقيع اوامر تنفيذية بقضايا ذات بعد اقتصادي وسياسي فمنذ استلامه السلطة من بايدن وقبل بايدن وحول موضوع الحرب بغزة نذكر تصريحه الشهير بالتهديد بفتح ابواب الجحيم بالشرق اذا لم يعد المحتجزون قبل تنصيبه، ونقول ان الجحيم الذي هدد به ترامب موجود اصلا ويتمثل بالاحتلال الصهيوني لفلسطين وما يفعله الاحتلال باهلنا بفلسطين وبالمعتقلين بسجونه، وشاهدنا الفرق بين احوال الاسرى الفلسطينيين واسرى اليهود خلال عمليات تبادل الاسرى بين المقاومة الفلسطينية والاحتلال الصهيوني .
الرد على تصريحات ترامب وافعال الكيان الصهيوني تتطلب تجسيد عملي لكل التصريحات الصادرة عن الدول العربية، لا ان تكون مجرد تصريحات بدون تنفيذ، شانها كشان تصريحات صدرت حول القضية الفلسطينية على مدى التاريخ، سيكون هناك مؤتمر قمة طارىء بالقاهرة يوم الخميس الموافق 27/2/2025 لبحث الاوضاع بفلسطين المحتلة والرد العربي المطلوب على تصريحات ترامب والكيان الصهيوني، نأمل ان يكون ردا بمستوى الحدث او اكثر من تصريحات الرئيس ترامب وافعال الكيان الصهيوني، بعد ان شاهدنا الصمود الفلسطيني وتمسكه بارضه خاصة بعد العودة الجماعية لشمال غزة واندحار جيش الاحتلال من منطقة وادي غزة والذي يعرف ( بمحور نتساريم )، لا نريد موقف عربي باهت كالذي حدث عندما وقع ترامب بولايته الاولى مرسوم اعتبار القدس عاصمة لدولة الكيان الصهيوني، ولم يكتفي بذلك بل قام بنقل السفارة الامريكية للقدس وتم الاحتفال بهذا النقل دون اي ردة فعل عربية او اسلامية للاسف الشديد.
نعم مطلوب رد فعل عربي موحد تجاه ما يحيكه العدو الصهيوني بدعم امريكي ، مطلوب دعم عربي للمقاومة الفلسطينية وان لا يكتفى بدعم المساعدات الانسانية التي لا يسمح بدخولها الا بالقطارة، يجب وضع خطط لدعم المقاومة الفلسطينية لانهاك العدو والحاق الخسائر به وبكل الطرق الممكنة والمتاحة، بالرغم من الدعم الامريكي بالسلاح والمعلومات التي يتم الوصول اليها من خلال اجهزة التجسس الموضوعة لخدمة جيش الاحتلال والضغط بكل الوسائل الممكنة والمتاحة.
الموقف الاردني واضح وينسجم مع مواقف الدول العربية ويستند لموقف شعبي داخلي ودعم عربي وخاصة بعد ان وصل الامر بالدعوة لتهجير الفلسطينيين لعدد من الدول العربية ،لدى الاردن الكثير من الاوراق الممكن الاعتماد عليها لافشال مخطط التهجير والوطن البديل ،وكما يعمل الاردن بكل قوة على مختلف الجبهات سواءا بالتنسيق مع الدول العربية ، والتواصل مع العديد من دول العالم، وجبهتنا الداخلية مهمة جداعلينا ان نعد العدة وان نكون مستعدين لاي احتمال وخاصة بعد التهديد الاقتصادي الذي اطلقه ترامب ،اما وحدتنا الوطنية فقد تجلت بما شاهدناه بمسيرات يوم الجمعة 7/2/2025 بمختلف المحافظات بالرغم من برودة الجو، وندعوا لتفعيل العمل بالجيش الشعبي ليكون رديفا لجيشنا العربي الذي قدم الكثير من الشهداء لحماية الوطن .
ننتظر لقاء جلالة الملك حفظه الله ورعاه مع الرئيس الامريكي ترامب ونقول سر برعاية الله ودعم ومساندة شعبك الوفي وجيشك المصطفوي الذي يقف كعادته دوما خلف قيادتكم المظفرة مرددا عاش الوطن عاش الوطن بالروح بالدم نفديك يا بو حسين .
0 تعليق