قال أحمد الشهري، رئيس منتدى الخبرة السعودي للبحوث والدراسات، مخاطبًا الرئيس ترامب: "مساحة الولايات المتحدة أكبر من مساحة المملكة العربية السعودية، وإذا كان اليهود يجدون صعوبة في العيش في فلسطين المحتلة، فلماذا لا يستوعبهم هناك؟ وإذا كان يعتقد أن الحل يكمن في تهجير الفلسطينيين إلى الأردن أو مصر، فهذين البلدين لا يمكنهما استيعاب المزيد من اللاجئين. 

بدلاً من ذلك، يمكن لترامب أن يوفر لهم جزءًا من ولاية كاليفورنيا أو فلوريدا باستخدام طائرات خاصة". 

في تصريح خاص لموقع "تحيا مصر"، أكد الدكتور أحمد الشهري، رئيس منتدى الخبرة السعودي للبحوث والدراسات، رفض المملكة العربية السعودية للتصريحات الأخيرة التي صدرت عن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بشأن الحلول المقترحة للقضية الفلسطينية. 
وتطرق الشهري إلى مواقف السعودية الثابتة حيال القضية الفلسطينية، مشيرًا إلى رفض المملكة لأي محاولات لتشتيت الشعب الفلسطيني أو تهجيره من أرضه، مجددًا التأكيد على دعم السعودية الثابت لحقوق الفلسطينيين.

رفض سعودي للتصريحات الأمريكية والإسرائيلية
 

قال الدكتور أحمد الشهري إن تصريحات الرئيس ترامب ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو حول التهجير والتوطين في مناطق أخرى تتناقض مع المبادئ الأساسية للقانون الدولي وحقوق الإنسان.
وأضاف الشهري أن هذه التصريحات تتجاهل المعاناة المستمرة للشعب الفلسطيني منذ أكثر من 80 عامًا، ويجب على الجميع أن يدرك أن القضية الفلسطينية لا يمكن أن تحل بتصريحات أو أفكار عشوائية.

وأضاف الشهري أن الشعب الفلسطيني يجب أن يُشكر على تنازله عن 78% من أراضيه للمحتل، مطالبًا الآن بدولة على 22% فقط من الأرض.

الملك عبد العزيز والرؤية التاريخية

وأكد الشهري على مقولة الملك عبد العزيز آل سعود، مؤسس المملكة العربية السعودية، الذي قال في وقت سابق: "ألمانيا هي الأولى بإنشاء دولة إسرائيلية لأنها هي من حاربت اليهود"، مشيرًا إلى أن تلك الكلمات تبقى حية في ذاكرة السعوديين كجزء من الموقف الثابت للمملكة في دعم فلسطين. 
واعتبر الشهري أن المقترحات الحالية من ترامب ونتنياهو تتجاهل هذه الرؤية التاريخية وتطعن في حقوق الفلسطينيين بشكل غير مسؤول.

التصريحات "اللا عقلانية" لا يمكن قبولها

وعن التصريحات التي يروج لها ترامب ونتنياهو، قال الشهري: "نحن في السعودية نتعامل مع هذا الطرح الاستخفافى والاستهجاني بحذر شديد. 
لا يمكن أن يتحدث الرئيس الأمريكي بهذه الطريقة عن شعب بأكمله وعقود من التاريخ". 
وأضاف أن ترامب اعتاد اتخاذ قرارات متسرعة وغير مدروسة، واصفًا إياها بأنها أفكار "خيالية" تفتقر إلى فن السياسة
كما أشار إلى أن ترامب يعتقد أن القضية الفلسطينية يمكن أن تُحل كصفقة تجارية في وقت قصير، وهذا بعيد كل البعد عن الواقع.

موقف المملكة الثابت منذ 1948

أكد الدكتور أحمد الشهري أن المملكة العربية السعودية رفضت رفضًا قاطعًا كافة المحاولات التي تهدف إلى تهجير الفلسطينيين أو إبعادهم عن أراضيهم. 
وأضاف أن المملكة تدعم الموقف الفلسطيني الثابت في المطالبة بحقوقه، وأن هذه المواقف مرتبطة منذ عام 1948، حيث لم تعترف السعودية بإسرائيل إلا بعد قيام دولة فلسطينية قابلة للحياة على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.

السعودية تدعم الدولة الفلسطينية

في الختام، شدد الشهري على أن المملكة العربية السعودية ترفض تمامًا أي مقترحات تهدف إلى تهجير الفلسطينيين إلى دول أخرى مثل الأردن أو مصر، مشيرًا إلى أن هذه الدول لا يمكنها تحمل مزيد من اللاجئين. 
وطالب ترامب بتقديم حلول أكثر واقعية وعقلانية، مؤكدًا أن القضية الفلسطينية ليست قضية تجارية أو سياسية بل هي قضية إنسانية يجب أن يتم التعامل معها وفقًا للقرارات الدولية التي تدعم حقوق الشعب الفلسطيني.