تُتيح شبكات الرصد الزلزالي المتطورة تحديد مواقع الزلازل بدقة
هناك أنشرطة بشرية تحفز الزلازل مثل التنقيب والسدود
حتى الآن لا يمكن التنبؤ بالزلازل بدقة من حيث التوقيت والموقع
منذ بداية العام 2025 ويشهد العالم مئات الزلازل يوميًا، وربما الأمر ليس غريبًا لكن اللافت للنظر هو شدة هذه الهزات وتنوع مواقعها إذ يشهد العالم ضربات قوية تتخطى الـ 6 درجات بمقياس ريختر في آسيا وأمريكا الجنوبية والبحر المتوسط وهذا الأمر قد يكون مؤشرًا جيولوجيًا عن تغير طبيعة الأرض.
ورغم أن المملكة العربية السعودية تُعد من المناطق ذات النشاط الزلزالي المنخفض نسبيًا، إلا أن الزلازل تبقى ظاهرة طبيعية معقدة تستدعي الفهم والمتابعة المستمرة، خاصة في ظل الوتيرة المتصاعدة للهزات الأرضية عالميًا.
وفي هذا الحوار مع الأستاذ الدكتور بدر بن عبده حكمي عميد كلية علوم الأرض - وأمين عام مجلس جامعة الملك عبدالعزيز تحدث لـ "اليوم" عن أسباب الزلازل وأنواعها، كما استعرض أحدث تقنيات الرصد الزلزالي، مع تسليط الضوء على مدى تعرض المملكة لهذه الظاهرة ونتناول دور الجهات المختصة في مراقبة النشاط الزلزالي وإجراءات التوعية للحد من المخاطر المحتملة، إلى نص الحوار:
أنواع الزلازل
ما هي أنواع الزلازل المختلفة؟
تُصنَّف الزلازل بناءً على أسبابها إلى عدة أنواع، أبرزها:
الدكتور بدر بن عبده حكمي عميد كلية علوم الأرض
1. الزلازل التكتونية: تحدث نتيجة حركة الصفائح التكتونية وانزلاقها على طول الفوالق.
2. الزلازل البركانية: تنجم عن النشاط البركاني، حيث تؤدي حركة الصهارة إلى توليد اهتزازات.
3. الزلازل المستحثة: تنتج عن الأنشطة البشرية مثل بناء السدود أو استخراج الموارد الطبيعية.
هل هناك زيادة فعلية؟ هل البيانات والإحصائيات تشير إلى ارتفاع حقيقي في عدد الزلازل وقوتها عالميًا؟
تشير الدراسات إلى أن عدد الزلازل الكبيرة «بقوة 7 درجات فأكثر» ظل ثابتًا نسبيًا على مر العقود. ومع ذلك، فإن زيادة وسائل الإعلام والتكنولوجيا الحديثة أسهمت في زيادة الوعي والتغطية الإعلامية للزلازل عند حدوثها.
أما بالنسبة للزلازل الأقل في القوة فهناك زيادة ملحوظة فيها ومن أسبابها النشاط الإنساني المتعلق بشق الطرق وأعمال التفجير الإنشائي والإستكشافي واستخراج النفط والغاز وغيرها.
ما هي الأسباب الجيولوجية والطبيعية التي تؤدي إلى الزلازل؟ هل هناك أنشطة طبيعية معينة تزيد من احتمالية حدوثها؟
تحدث الزلازل بشكل أساسي نتيجة حركة الصفائح التكتونية، حيث تتسبب هذه الحركات في تراكم الضغوط على الفوالق الجيولوجية، وعند انطلاق هذه الضغوط تحدث الزلازل.
بالإضافة إلى ذلك، يمكن للنشاط البركاني أن يؤدي إلى زلازل نتيجة حركة الصهارة تحت السطح.
الممارسات البشرية تحفز الزلازل
هل هناك أنشطة بشرية، مثل بعض أنواع البناء أو الاستخراجات النفطية، قد تساهم في زيادة حدوث الزلازل؟
نعم، تُعرف هذه الزلازل بـ ”الزلازل المستحثة“، وتنتج عن أنشطة بشرية مثل: بناء السدود: يمكن لوزن المياه المحتجزة خلف السدود أن يضغط على القشرة الأرضية، مما يؤدي إلى زلازل مستحثة، وأيضاً استخراج النفط والغاز: قد يؤدي استخراج كميات كبيرة من الوقود الأحفوري أو غمر الصخور المتصدعة بالسوائل إلى الإخلال بتوازن القوى الضاغطة على القشرة الأرضية، ومن ثم حدوث زلازل.
الزلازل والتغير المناخي
هل للتغيرات المناخية تأثير على النشاط الزلزالي؟ هل يمكن أن يؤدي ارتفاع درجات الحرارة أو تغير أنماط الطقس إلى زيادة حدوث الزلازل؟
حتى الآن، لا توجد أدلة علمية قوية تربط بين التغيرات المناخية وزيادة النشاط الزلزالي.
الزلازل ناتجة بشكل أساسي عن العمليات الجيولوجية داخل الأرض، بينما تؤثر التغيرات المناخية على الطبقات السطحية والغلاف الجوي.
كيف تطورت أجهزة رصد الزلازل في العقود الأخيرة؟ ما هي التقنيات الحديثة المستخدمة؟
شهدت أجهزة رصد الزلازل تطورًا كبيرًا، حيث انتقلت من الأجهزة الميكانيكية البسيطة إلى الأنظمة الرقمية المتقدمة. تُستخدم الآن مقاييس زلازل رقمية عالية الحساسية، بالإضافة إلى شبكات من المحطات المتصلة عبر الأقمار الصناعية والإنترنت، مما يسمح بجمع وتحليل البيانات بشكل فوري ودقيق.
ما هي أهمية وجود شبكات رصد زلزالي متطورة؟ كيف تساعد في فهم النشاط الزلزالي وتوقع حدوث الزلازل الكبيرة؟
تُتيح شبكات الرصد الزلزالي المتطورة: تحديد مواقع الزلازل بدقة: مما يساعد في فهم توزيع النشاط الزلزالي، ايضاً تحليل أنماط النشاط الزلزالي: للكشف عن أي تغييرات في القشرة الأ{ضية قد تشير إلى زلازل أكبر محتملة، وتوفير بيانات للبحث العلمي: لفهم أفضل للعمليات الجيولوجية المسببة للزلازل.
كيف يتم تحليل البيانات الزلزالية لتحديد موقع الزلزال وقوته وعمقه؟ ما هي التحديات في تحليل هذه البيانات؟
يجري تحليل البيانات الزلزالية من خلال:
من التحديات التي تواجه المحللين:
التداخل مع الضوضاء البيئية: مثل الأنشطة البشرية والمرورية أو الظواهر الطبيعية الأخرى.
قلة المحطات في بعض المناطق: مما يقلل من دقة تحديد الموقع والعمق.
هل يمكن التنبؤ بالزلازل بدقة؟ ما هي الجهود المبذولة لتحسين قدرتنا على التنبؤ بالزلازل؟
حتى الآن، لا يمكن التنبؤ بالزلازل بدقة من حيث التوقيت والموقع. تُركز الجهود العلمية على:
النشاط الزلزالي في المملكة
ما هو تاريخ النشاط الزلزالي في المملكة؟ هل هناك مناطق معينة أكثر عرضة للزلازل؟
أخبار متعلقة
شهدت المملكة العربية السعودية عبر تاريخها عدة زلازل، أبرزها:
زلزال مكة عام 1710م: تسبب في انهيار الركن اليماني بالكعبة المشرفة. زلزال خليج العقبة عام 1995م: بلغت قوته 7,3 درجة على مقياس ريختر، وأثر على مناطق في السعودية ومصر والأردن وفلسطين. زلزال حرة الشاقة «لونيير» عام 2009م: بلغت قوته 5,4 درجة، ووقع شمال مدينة ينبع.
تُعتبر المناطق الغربية والشمالية الغربية من المملكة، خاصة تلك القريبة من البحر الأحمر وخليج العقبة، أكثر عرضة للنشاط الزلزالي. كما أن مناطق مثل الباحة، جازان، عسير، والمنطقة الشرقية شهدت نشاطًا زلزاليًا في فترات مختلفة، ولكن تعتبر المملكة من الدول الأمنة نسبياً من أخطار الزلالزل حيث أنها لا تقع على أي من الأحزمة الزلزالية الثلاثة الرئيسية في الكرة الأرضية وعلى ذلك فإحتمالية حدوث زلزال كبير تكون قوته أعلى من 7 تعتبر منخفضة جداً.
الصدوع والفوالق في المملكة
ما هي أهم الصدوع والفوالق الموجودة في السعودية؟ هل هي نشطة؟
من أبرز الصدوع في المملكة:
هذه الصدوع تُسهم في النشاط الزلزالي الذي تشهده المناطق المجاورة لها.
كيف تقارن مخاطر الزلازل في السعودية بدول أخرى في المنطقة أو حول العالم؟
تُعتبر مخاطر الزلازل في السعودية منخفضة مقارنةً بدول تقع على حدود صفائح تكتونية نشطة، مثل اليابان أو تركيا. ومع ذلك، فإن المناطق الغربية والشمالية الغربية من المملكة أكثر عرضة للنشاط الزلزالي بسبب قربها من صدوع نشطة.
ما هي الإجراءات التي يجب اتخاذها لتقليل مخاطر الزلازل في السعودية؟ هل هناك قوانين بناء خاصة؟
لتقليل مخاطر الزلازل، يُنصح بـ :
تُشرف هيئة المساحة الجيولوجية السعودية على مراقبة النشاط الزلزالي وتقديم التوصيات اللازمة.
ما هو دور الحكومة في رصد الزلازل والتوعية بها؟ هل هناك خطط طوارئ للتعامل مع الزلازل؟
تقوم هيئة المساحة الجيولوجية السعودية برصد النشاط الزلزالي عبر شبكة تضم أكثر من 250 محطة رصد منتشرة في جميع أنحاء المملكة، كما تُقدم الهيئة تقارير دورية وتُنسق مع الجهات المعنية لوضع خطط طوارئ للتعامل مع الزلازل.
ما هي النصيحة التي يمكن أن يقدمها المختص للجمهور لزيادة الوعي بأهمية فهم الزلازل وكيفية التعامل معها؟
يُنصح الجمهور بـ :
زيادة الوعي والمعرفة بإجراءات السلامة تُسهم في تقليل المخاطر والحفاظ على الأرواح والممتلكات.
0 تعليق