أكد الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، اليوم الجمعة، أنه ليس في عجلة من أمره لتنفيذ خطته بشأن غزة، والتي تتضمن سيطرة أميركية على القطاع وإعادة تطويره. وقال ترامب للصحفيين في البيت الأبيض: "لسنا في عجلة من أمرنا بشأن ذلك".

وكان ترامب قد كشف، الثلاثاء، عن مشروع يهدف إلى فرض سيطرة أميركية على قطاع غزة، الذي يعاني دمارًا واسعًا جراء 15 شهرًا من الحرب بين إسرائيل وحركة حماس، وتحويله إلى ما وصفه بـ"ريفييرا الشرق الأوسط". وأوضح أنه يريد أن يصبح القطاع "ملكية أميركية" لفترة طويلة، ما أثار موجة عارمة من الرفض.

معارضة عربية ودولية واسعة

واجهت تصريحات ترامب انتقادات واسعة، لا سيما من دول عربية رئيسية مثل السعودية ومصر والأردن، التي أكدت أن أي حل يجب أن يكون سياسيًا وليس قائمًا على التهجير القسري أو فرض واقع جديد في غزة.

السعودية شددت على رفضها القاطع لأي مساس بالحقوق المشروعة للفلسطينيين، مؤكدة أن أي اتفاق مستقبلي يجب أن يقوم على حل الدولتين وفق القرارات الدولية.

مصر أكدت رفضها التام لأي محاولة لفرض واقع جديد يشمل تهجير سكان غزة، مشددة على أن الحل الوحيد يكمن في تسوية سياسية شاملة تحفظ حقوق الفلسطينيين.

الأردن وصف أي تهجير جديد للفلسطينيين بأنه "خط أحمر"، وأكد الملك عبد الله الثاني أن بلاده لن تكون بديلًا عن فلسطين ولن تقبل بأي تغيير ديموغرافي في المنطقة.

كما عارضت الصين المقترح الأميركي، إذ أكدت وزارة خارجيتها دعمها القوي للحقوق الوطنية الفلسطينية، وشددت على أن "غزة للفلسطينيين، وليست أداة مساومة سياسية".

فكرة "ريفييرا غزة"

برزت فكرة إعادة تطوير غزة بشكل جذري مع تصاعد العمليات العسكرية الإسرائيلية في القطاع بعد هجوم 7 أكتوبر 2023، خاصة في أوساط مقربين من ترامب مثل جاريد كوشنر، الذي لعب دورًا في تعزيز تطبيع العلاقات بين إسرائيل والدول العربية خلال رئاسة ترامب الأولى.

وسبق لكوشنر، الذي يمتلك خلفية في التطوير العقاري، أن وصف الصراع الفلسطيني الإسرائيلي بأنه "نزاع عقاري"، وقال في فعالية بجامعة هارفارد في فبراير 2024 إن "العقارات المطلة على الواجهة البحرية في غزة قد تكون ذات قيمة كبيرة إذا ما تم التركيز على التنمية الاقتصادية".

ورغم هذه الطروحات، يبدو أن الضغوط الدولية والعربية دفعت ترامب إلى التراجع أو على الأقل إعادة النظر في خطته المثيرة للجدل.

للمزيد تابع

خليجيون نيوز على: فيسبوك | إكس | يوتيوب | إنستغرام | تيك توك