ألقى المفتي الجعفري الممتاز سماحة الشيخ أحمد قبلان خطبة الجمعة في مسجد الإمام الحسين في برج البراجنة، توجّه فيها إلى اللبنانيين والقادة السياسيين بالقول: “يبدو أننا أمام فوضى جديدة وسط سياسات أميركية ستُدخل العالم في أزمات كبرى، وبخاصة الشرق الأوسط. والوقت الآن لحماية بلدنا، لأن واقع لبنان السياسي منقسم بشدّة، والمطلوب حكومة ذات تمثيل وطني، تضمن الشراكة الوطنية، وتشكل بدايةً لورشة سياسية قوية؛ فالحكومة بلا ميثاقية وطنية لن تقوم لها قائمة. وأي خطأ في التشكيل الحكومي سيضعنا أمام موجة من الانقسام والخسائر السياسية التي لا نهاية لها، وحكومة لبنان هي للبنانيين، وليس للخارج. بل يجب أن نقف معًا في وجه محاولات تمزيق البلد وتطويبه للمشاريع الخارجية، إذ لا مكان للتهديدات والاستعراضات الدولية في هذا البلد. وعلينا أن نتذكّر أن انتفاضة 6 شباط تشكّل هويةً وجوديةً للبنان، وكانت لحظةً تاريخيةً إنقاذيةً للبلد بكل مؤسساته ومشروعه الوطني. ولبنان، في هذه الفترة من التاريخ، يملك من قوة السيادة ما هزم أكبر المشاريع الدولية والإقليمية، ولن يكون هديةً لأحد”.

ووجّه خطابه إلى من يهمّه الأمر، فقال: “لبنان يقوم على قاعدته الميثاقية ومعادلته التمثيلية فقط وفقط، والبيئة السياسية للبلد مريضة، ولا تُعالَج إلا بإنهاء الأحقاد والنكايات والمؤامرات الخفية. والعدو الإسرائيلي يتمادى، ولا رادع له، لا محليًا ولا إقليميًا ولا عربيًا ولا إسلاميًا، ولا حتى اللجنة الخماسية أو القرارات الدولية، ومن غير المقبول أن نخلق واقعًا أمنيًا جديدًا على حساب السيادة اللبنانية”.

وأشار إلى أن “الرئيس ترامب يسعى لابتلاع العالم، لكن واشنطن أضعف من أن تبتلع حتى عاصمة المكسيك، والعبث بتركيبة قطاع غزة أمرٌ خطيرٌ ومصيريٌّ، وقوتها من قوة شعبها ومقاومتها، والمسؤولية على عاتق الدول العربية والإسلامية، وواقع فلسطين أكبر من دعاية واشنطن؛ والشرق الأوسط كان ولا يزال مقبرةً لمشاريع العالم”.

ووجّه المفتي قبلان نصيحته إلى الدول العربية والإسلامية قائلًا: “حذارِ من الغرق في مشاريع الرئيس ترامب وخوّاته المالية، لأنها لن تعود على العرب إلا بخراب دولكم، وقتل شعوبكم، وبالمزيد من نار العداوات والكوارث. إنما تستمر الدول والأمم والشعوب بإرادة البقاء، والتمسك بالكرامة، والاستعداد للتضحيات”.

المصدر: الوكالة الوطنية للإعلام