نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
الذهب الأحمر.. يشرق فوق أرض الوادي الجديد - عرب فايف, اليوم الأربعاء 5 فبراير 2025 12:31 مساءً
وتثبت أن الإبداع والابتكار هما سلاح المستقبل، إنها حكاية "الذهب الأحمر" الذي يلون صحراء مصر في الجنوب الأخضر والممتد علي مساحات شاسعة تستحوذ علي 44% من مساحة الجمهورية يحمل في طياته بشائر الخير والرخاء وتترعرع قصة الشمندر الذي يجمع بين قوة الأرض وفوائد الطبيعة، ليقدم لنا نموذجًا فريدًا للاستدامة والتنمية علي أرض محافظة الوادي الجديد.
شهد اللواء ياسر كمال الدين، رئيس مركز الداخلة. باكورة إنتاج أول تجربة لمزرعة الشمندر الأحمر المعروف ببنجر السكر في منطقة تابعة لقرية الهنداو، للوقوف علي مستوي جودة المحصول والعائد من الإنتاج من حيث الجدوي الاقتصادية قبل الحصاد، يرافقه حسين كيلاني مدير العلاقات العامة بحضور عدد من القيادات المحلية والتعليمية.
أعرب " كمال الدين" عن سعادته البالغة بمستوي الإنتاج المتميز وجودة المحصول، مؤكدًا أن هذه التجربة تمثل نموذجًا يحتذي به في تبني حلول مبتكرة للتحديات الزراعية والصحية، مشيدا بجهود المزارعين والعاملين علي تنفيذ أولي مراحل هذا المشروع الواعد، ودعم المحافظة الكامل لتوسيع نطاق زراعة الشمندر الأحمر، نظرا لأهميته في تحقيق الأمن الغذائي وتوفير بدائل صحية للمواطنين".
أكد رئيس مركز الداخلة حرص المحافظة علي توفير كافة أشكال الدعم اللازم لنجاح هذه التجربة، لما لها من فوائد اقتصادية واجتماعية وصحية علي المواطنين، لافتا إلي تبني مثل هذه الأفكار والمشروعات في إطار العمل علي توسيع نطاق هذه الزراعة لتشمل مناطق أخري من المحافظة، مضيفا بأن نجاح زراعة الشمندر الأحمر، المعروف ببنجر السكر، يمثل إضافة قيمة للمزارعين في المنطقة، نظرًا لقدرته العالية علي تحمل الظروف المناخية القاسية، وعدم حاجته إلي كميات كبيرة من المياه المحلاة، مما يجعله خيارًا مثاليًا للزراعة في المناطق الصحراوية، كما أنه يساهم في توفير المياه، وهو أمر بالغ الأهمية في ظل التحديات التي تواجهنا في هذا المجال.
قال المهندس الزراعي محمد علي سعد الله. صاحب تجربة زراعة الشمندر الأحمر لأول مرة بمركز الداخلة بأن الدورة الزراعية للنبات لا تتجاوز 110 أيام، ويمكن زراعته مرتين في العام، مما يجعله خيارًا اقتصاديًا للمزارعين، موضحا بأن العروة الأولي تبدأ في أواخر أكتوبر وتستمر ثلاثة أشهر، بينما تبدأ العروة الثانية في فبراير وتستمر حتي مارس.
أشار سعد الله إلي الفوائد الصحية المتعددة للشمندر، مؤكدًا أنه يعتبر علاجًا فعالًا لفقر الدم والأنيميا، مشيرا إلي احتوائه علي مجموعة متنوعة من المعادن والفيتامينات، مثل فيتامين C وحمض الفوليك والبوتاسيوم، إضافة إلي النترات والمركبات غير العضوية المفيدة للجسم، علاوة علي مزايا علاجية أخري يتمتع بها منها عمله كمفتت لحصي الكلي، ومحفز للدماغ. ومزيل للسموم، ويحافظ علي الصحة النفسية.
وتابع تعتبر تجربة زراعة الشمندر الأحمر بمركز الداخلة خطوة واعدة نحو تحقيق الاكتفاء الذاتي من المحاصيل الغذائية والعلاجية، وتعزيز التنمية المستدامة في المنطقة، حيث يعتبر من المحاصيل الغير مستهلكة للمياه، فضلا عما يتمتع به من خواص علاجية تصل إلي حد أنه باضافة 100 غرام شبندر علي طبق السلطة تمد الجسم بحوالي 43 سعرا حراريا و1.6 جرام بروتين، موجها النصح للمزارعين بضرورة تخصيص مساحات من مزارعهم لانتاج الشمندر حتي تعم الفائدة أرجاء المركز.
أكد المهندس محمد جاد مستشار محافظ الوادي الجديد للمشروعات المنتجة والحرير علي أهمية الشمندر ككنز غذائي وعلاجي، حيث يعتبر من الأطعمة ذات الفائدة والتي يجب أن تتضمنها الوجبات اليومية لكونه يقي من الأمراض المزمنة، ويحسن صحة القلب والأوعية الدموية، ويعزز قدرة الجهاز المناعي.
وأضاف جاد أن نبات البنجر الأحمر يتمتع بالعديد من الخواص القابلة للتكيف وسرعة النضج وله قمم قوية، وعلي عكس الأنواع الأخري من البنجر، فهو حلو المذاق وطري حتي عندما يكبر، كما أن أوراقه متوسطة الطول وذات عروق حمراء مناسبة للجمع.
أوضح مستشار الصوب والحرير أن زراعة مساحات شاسعة من ثمار البنجر الأحمر تتطلب مزيدا من العناية الدقيقة وبخاصة عند الزراعة بحيث يوضع 3-4 بذور في الجورة ويفضل وضع البذور بأصابع اليد حتي لا يزيد عمق البذرة عن 1-3 سم لأن زيادة العمق عن ذلك يؤدي إلي تأخير الإنبات بدرجة كبيرة، ويجب الا تقل المسافة بين الجور عن 15 سم حتي لا يزداد التنافس بين النباتات حتي لا يقل حجم الجذور بدرجة كبيرة.
أوضح أ.د. نعيم محمد رابح، أستاذ التغذية وقائم بأعمال عميد كلية علوم التغذية بجامعة حلوان، أن زراعة الشمندر "البنجر" في محافظة الوادي الجديد، ليست مجرد تجربة زراعية ناجحة، بل هي خطوة واعدة نحو تعزيز الأمن الغذائي والصحة العامة في مصر، مؤكدا بأن الشمندر يعتبر من الأطعمة ذات القيمة الغذائية العالية والفوائد الصحية المتعددة. التي يجب أن تحظي باهتمام أكبر في النظام الغذائي المصري.
وأشار رابح إلي أن الشمندر يعتبر غذاءً متكاملاً. فهو غني بالعناصر الغذائية الضرورية للجسم، مثل الفيتامينات "خاصة فيتامين C وحمض الفوليك" والمعادن "مثل البوتاسيوم والحديد والمنجنيز"، والألياف الغذائية، ومضادات الأكسدة القوية، موضحا بأن هذه العناصر تجعل الشمندر ذا فوائد صحية جمة. فهو يساعد علي مكافحة فقر الدم: لاحتوائه علي نسبة عالية من الحديد، الذي يعتبر ضروريًا لتكوين الهيموجلوبين في الدم.
وتابع يدعم الشمندر تعزيز صحة القلب والأوعية الدموية لاحتوائه علي النترات، التي تتحول في الجسم إلي أكسيد النيتريك، الذي يساعد علي توسيع الأوعية الدموية، وخفض ضغط الدم، فضلا عن دوره في تحسين صحة الجهاز الهضمي لاحتوائه علي الألياف الغذائية، التي تساعد علي تنظيم حركة الأمعاء، ومنع الإمساك.
أضاف تخدم ثمار البنجر الاحمر عمليات تقوية الجهاز المناعي لاحتوائها علي مضادات الأكسدة، التي تحمي الجسم من الأضرار الناتجة عن الجذور الحرة، كما تعمل علي تعزيز وظائف المخ لاحتوائها علي النترات والمركبات الأخري التي تحسن تدفق الدم إلي الدماغ. وتعزز الوظائف الإدراكية.
واعتبر أستاذ التغذية بجامعة حلوان أن تجربة زراعة الشمندر في الوادي الجديد، نموذجًا رائعًا للتكامل بين التنمية الزراعية والصحة العامة، لافتا إلي أن "هذه التجربة تثبت أن بالإمكان زراعة محاصيل ذات قيمة غذائية عالية في المناطق الصحراوية، إذا توافرت الإرادة والجهود المخلصة، حيث تعكس الوعي المتزايد بأهمية الغذاء الصحي في الوقاية من الأمراض، وتعزيز صحة المجتمع لكونه دواء ووقاية، يجب أن يكون جزءًا أساسيًا من نظام الغذاء اليومي.
دعا رابح إلي توسيع نطاق زراعة الشمندر في مختلف أنحاء مصر، وتشجيع المزارعين علي تبني هذه الزراعة الواعدة، مشددا علي ضرورة زيادة الوعي بأهمية الشمندر وفوائده الصحية، من خلال الحملات التوعوية والبرامج التثقيفية، بهدف تشجيع المواطنين علي إدراج الشمندر في نظامهم الغذائي اليومي.
أوضحت مديرية الزراعة بالمحافظة أن محصول بنجر السكر يتم زراعته علي مساحة تتخطي 12 ألفًا و300 فدان بالمحافظة، وان محصول بنجر السكر يعد من المحاصيل الاستراتيجية غير التقليدية، وقد حقق نجاحًا كبيرًا في المحافظة، حيث تصل إنتاجية الفدان الواحد إلي 35 إلي 50 طنًا، ويقبل المزارعين علي زراعته نظرًا لمردوده الاقتصادي المرتفع.
كشف الدكتور مجد المرسي، وكيل وزارة الزراعة بالمحافظة إنّ البنجر من المحاصيل الاستراتيجية غير التقليدية، وبدأت زراعتها من موسم 2017، وكانت أغلب المساحات الكبيرة المنزرعة في مركز الفرافرة وتم زراعته في مساحة ما بين 500 إلي 600 فدان بالعوينات، ومساحات أخري بواقع 400 فدان سنويا.
يمكنك مشاركة الخبر علي صفحات التواصل
0 تعليق