فر الآلاف من سكان جزيرة سانتوريني اليونانية، وسط موجة من نشاط للزلازل بدأت مطلع الأسبوع الجاري، بعد تسجيل أكثر من 300 هزة أرضية، نشرت الرعب في المنطقة، ما دعا السلطات إلى إغلاق الجزيرة، وسط مخاوف من حدوث انفجارات بركانية.
وذكرت وسائل الإعلام اليونانية، أن حوالي 6 آلاف شخص غادروا الجزيرة عبر الميناء قبل يومين، مع جدول رحلات طوارئ مكثف بدأ ليلة أمس.
سجل مرصد الزلازل أكثر من 300 زلزال في الـ 48 ساعة الماضية بالقرب من الجزيرة، وقال خبراء إن الاهتزازات قد تستمر لأسابيع.
وأغلقت السلطات المدارس طوال الأسبوع، وحذرت من التجمعات الكبيرة داخل الأماكن المغلقة، بينما دعا رئيس الوزراء كيرياكوس ميتسوتاكيس إلى الهدوء.
تطمينات رسمية
قال عمدة سانتوريني، نيكوس زورزوس، إن الجزيرة مستعدة للنشاط الزلزالي الذي قد يستمر لعدة أسابيع. وأضاف أن الجزيرة يجب أن تتعامل مع الوضع بصبر وهدوء. ووضعت السلطات في الجزيرة خططاً لبناء ملاجئ، وتوفير الطعام للسكان في حال حدوث اهتزازات أكبر.
ونصبت خيام في الملاعب الواسعة بعيداً عن المباني تمهيداً لنقل السكان إليها. ونفى العمدة أن يكون هناك نزوح جماعي من الجزيرة، وقال للصحافة اليونانية، إن الأغلبية العظمى من المغادرين كانوا من العمال الموسميين، وليسوا من السكان الدائمين.
واستقبلت الجزيرة عدة اهتزازات أرضية، وصلت قوتها إلى 4.7 درجة، شمال شرق سانتوريني في الساعات الأولى من صباح اليوم.
وقالت السلطات، إن نشاط الزلازل الحالي ناتج عن تحركات تكتونية لا يبدو أنها مرتبطة بالنشاط البركاني. وأضافت، أن النشاط الزلزالي المتزايد في عامي 2011 و2012 لم يؤدِّ إلى أي انفجارات بركانية.
ترقب السكان
وعلى الرغم من عدم الإبلاغ عن أضرار كبيرة حتى الآن، فإن تدابير الطوارئ يتم اتخاذها كإجراء احترازي، كما اصطف المئات في ميناء الجزيرة في ساعات الصباح المبكرة للركوب في العبّارة المتجهة إلى البر الرئيسي.
«الجزيرة بأكملها فارغة ومغلقة.. لا أحد يعمل الآن»، بحسب ما قاله شهود عيان لوكالات أنباء.
وقالت شركة الطيران «إيجيان» في بيان، إنها أضافت ثلاث رحلات طارئة إلى جدولها الزمني بناءً على طلب من وزارة الحماية المدنية.
وسانتوريني هي جزيرة صغيرة يبلغ عدد سكانها 15,500 نسمة فقط، وتستقبل ملايين السياح سنوياً. وقال كوستاس ساكافاراس، مرشد سياحي عاش في سانتوريني لمدة 18 عاماً، إنه غادر الجزيرة مع زوجته وأطفاله، ولا ينوي الرجوع قبل إعادة فتح المدارس مرة أخرى.
وتابع: «لا شيء سقط، أو شيء من هذا القبيل»، موضحاً أن أسوأ جزء كان الصوت، وأنه كان الجزء الأكثر رعباً.
من المقرر أن تبقى المدارس مغلقة في الجزيرة حتى الجمعة، كما حذرت السلطات السكان من تجنب بعض المناطق في الجزيرة وتفريغ مسابحهم.
لماذا سانتوريني؟
تعرف سانتوريني بكونها من أجمل الجزر اليونانية، وتقع على العديد من الخطوط المعروفة بالقوس البركاني الهلنيسي، ما يجعلها ليست غريبة عن الزلازل. لكن خطر الاهتزازات لا يمنع نحو 3.4 مليون شخص من زيارة سانتوريني كل عام، وهو ما يفوق عدد السكان الدائمين للجزيرة.
وتعد سانتوريني وجهة سياحية شهيرة معروفة بمبانيها البيضاء، لكن معظم الذين يغادرونها حالياًَ هم من السكان المحليين، حيث إن شهر فبراير/شباط ليس ضمن موسم السياحة الذروة.
تشتهر الجزيرة بحوضها البركاني على شكل هلال، والذي شكل من خلال واحد من أكبر الانفجارات البركانية المعروفة منذ حوالي 3600 سنة.
وأُطلق على هذه الوجهة السياحية اسم «جزيرة إنستغرام اليونانية» بفضل ضوئها الذهبي الجميل، ومناظرها الطبيعية الخلابة.
ويعتبر القوس البركاني الهلنيسي، الذي يعد واحداً من أكثر الحقول البركانية نشاطاً في أوروبا، شهد أكثر من 100 انفجار بركاني خلال الـ 400 ألف سنة الماضية.
وشهدت الجزيرة آخر زلزال كبير في عام 1956، والذي بلغت قوته 7.5 درجة على مقياس ريختر تلاه تسونامي بارتفاع 25 متراً.
وأسفر الحادث عن مقتل 53 شخصاً على الأقل، وإصابة أكثر من 100 آخرين، بينما انهار ما لا يقل عن ثلث المنازل في الجزيرة.
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة صحيفة الخليج ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من صحيفة الخليج ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.
0 تعليق