رغم أن الدراسات أكدت أن تناول 2-3 أكواب من القهوة هو "النقطة المثالية" لطول العمر، لكن دراسة أمريكية جديدة أشارت إلى أنّ توقيت استهلاك القهوة قد يكون بنفس أهمية كمية ما تشربه عندما يتعلّق الأمر بالعيش حياة أطول.
دراسة شملت 40 ألف شخص
وحسب موقع "ستادي فايندس - Study Finds" لنشر نتائج الأبحاث العلمية: فإن الدراسة التي قادها الدكتور "لو تشي" من كلية الصحة العامة بجامعة تولين، وأجراها باحثون من كلية الصحة العامة "تي إتش تشان" بجامعة هارفارد وجامعة جورج واشنطن، فحصت توقيت تناول القهوة لدى أكثر من 40 ألف أمريكي بالغ، وذلك على مدى 9.8 سنوات.
وحدّد الباحثون نمطين متميزين لاستهلاك القهوة بين الأمريكيين؛ كانت المجموعة الأولى التي تضمّ 36% من المشاركين، من شاربي القهوة "الصباحيين" الذين ركزوا استهلاكهم للقهوة بين الساعة 4 صباحًا والظهيرة.
أما المجموعة الثانية التي تشكل 14% من المشاركين، فكانوا من شاربي القهوة "طوال اليوم" الذين يوزعون تناولهم للقهوة على مدار اليوم وحتى ساعات المساء. أما النسبة المتبقية البالغة 48% فكانت من غير شاربي القهوة.
القهوة الصباحية هي السائدة
وحسب نتائج الدراسة: فقد أظهر شاربو القهوة الصباحية انخفاضًا بنسبة 16% في خطر الوفاة من جميع الأسباب، وانخفاضًا بنسبة 31% في خطر الوفاة بسبب أمراض القلب مقارنة بغير شاربي القهوة. وعلى النقيض من ذلك لم يُظهِر الأشخاص الذين يوزعون استهلاكهم للقهوة على مدار اليوم انخفاضًا كبيرًا في خطر الوفاة مقارنة بغير شاربي القهوة.
ووجدت الدراسة التي نُشرت في "مجلة القلب الأوروبية"، أن الفوائد ظهرت بشكل أكثر وضوحًا عند استهلاك القهوة باعتدال، وخاصة بين شاربي القهوة الصباحيين الذين تناولوا ما بين كوبين إلى ثلاثة أكواب يوميًّا. وأظهر هؤلاء الأفراد انخفاضًا بنسبة 29% في خطر الوفاة من جميع الأسباب مقارنة بغير شاربي القهوة. وفي الوقت نفسه شهد شاربو القهوة بكثافة "أكثر من ثلاثة أكواب يوميًّا" انخفاضًا في خطر الوفاة بنسبة 21%، في حين لا يزال شاربو القهوة الخفيفة في الصباح "كوب واحد أو أقل" يعانون من انخفاض في خطر الوفاة بنسبة 15%.
أظهر شاربو القهوة الصباحية المعتدلون انخفاضًا مذهلًا بنسبة 48% في الوفيات الناجمة عن مضاعفات القلب. لا يزال شاربو القهوة بكثرة لديهم خطر أقلّ بنسبة 39% للوفاة القلبية الوعائية، في حين يتمتّع شاربو القهوة الخفيفة بانخفاض بنسبة 35% في المخاطر.
ظلّت هذه الارتباطات قوية حتى بعد أن أخذ الباحثون في الاعتبار عوامل مختلفة، بما في ذلك العمر والجنس والعرق والدخل والتعليم وحالة التدخين والحالات الصحية السابقة.
ولكن لماذا قد تكون القهوة الصباحية أكثر فائدة؟
يرى بعض الباحثين سببين محتملين:
أولًا قد يؤدي استهلاك القهوة بعد الظهر أو في المساء إلى تعطيل إيقاعاتنا اليومية الطبيعية، وخاصة من خلال تأثيرها على إنتاج الميلاتونين من أجل النوم؛ حيث أظهرت التجارب السريرية السابقة أن تناول القهوة بكثافة في وقت متأخّر من اليوم يمكن أن يقلّل من إنتاج الميلاتونين في الليل بنسبة 30%؛نظرًا لأنّ الميلاتونين يلعب دورًا حاسمًا في تنظيم ساعتنا البيولوجية، وقد ارتبط بصحة القلب والأوعية الدموية، فإن تعطيل إنتاجه قد ينفي بعض الفوائد المحتملة للقهوة.
والسبب الثاني يتعلّق بخصائص القهوة المضادّة للالتهابات؛ حيث تنتج أجسامنا بشكل طبيعي مستويات أعلى من علامات الالتهاب في الصباح، والتي تنخفض تدريجيًّا طوال اليوم؛ لذلك فإن استهلاك مركبات القهوة المضادة للالتهابات خلال ساعات الصباح قد يوفر أقصى فائدة عندما تكون أجسامنا في أمس الحاجة إليها.
أول دراسة تختبر توقيت شرب القهوة
وتعليقًا على الدراسة قال الدكتور "تشي": "هذه هي أول دراسة تختبر أنماط توقيت شرب القهوة والنتائج الصحية. تشير نتائجنا إلى أنه ليس فقط ما إذا كنت تشرب القهوة أو مقدار ما تشربه، ولكنّ الوقت من اليوم الذي تشرب فيه القهوة هو المهم. لا نقدم عادةً نصائح حول التوقيت في إرشاداتنا الغذائية، ولكن ربما يجب أن نفكر في هذا في المستقبل".
0 تعليق