نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
قوة الإبداع! - عرب فايف, اليوم الأحد 2 فبراير 2025 11:47 صباحاً
الإبداع ليس مجرد صفة يولد بها بعض الأفراد بل هو مهارة يمكن تعلمها وتطويرها فهو القدرة على إنتاج أفكار جديدة ومبتكرة تتجاوز النمطية والتقليد وفي هذا السياق تعد البرمجة اللغوية العصبية NLP أداة فعالة لتعزيز الإبداع حيث تتيح إعادة تشكيل أنماط التفكير وتوسيع آفاق الإدراك وتمكين الأفراد من استكشاف إمكاناتهم غير المحدودة!
إذا كان الإبداع ينبع من المخيلة فإن البرمجة اللغوية العصبية توفر التقنيات اللازمة لتدريب العقل على التفكير خارج الصندوق ومن بين الشخصيات السعودية التي جسدت قوة الإبداع بامتياز يبرز الشاعر والمفكر محمد العلي والموسيقار الدكتور طلال فكلاهما صنع بصمته الخاصة في مجاله متحديًا القوالب التقليدية وراسمًا مسارات جديدة للفكر والموسيقى.
ترتكز البرمجة اللغوية العصبية على فرضية أن الإنسان قادر على إعادة تشكيل أنماطه الفكرية والعاطفية من خلال إدراكه للغة التي يستخدمها داخليًا وخارجيًا وفي هذا السياق ترتبط البرمجة اللغوية العصبية بالإبداع من خلال عدة جوانب.
“توسيع الإدراك ” تساعد تقنيات البرمجة اللغوية العصبية على كسر قيود الإدراك المحدود مما يسمح للفرد برؤية الأمور من زوايا مختلفة وهذا ما يتجلى بوضوح في نصوص محمد العلي التي تجاوزت البنية التقليدية .وكذلك في ألحان الموسيقار طلال التي حملت طابعًا فريدًا ميزها عن غيرها من الأعمال الموسيقية !
” المرونة الفكرية ” والإبداع الموسيقي يعد التعامل مع الأفكار بمرونة وإعادة تنظيمها بطرق مبتكرة من أهم عناصر الإبداع فقد استطاع العلي عبر شعره ومقالاته أن يتحدى المسلمات الفكرية والثقافية بأسلوب رشيق ومتفرد تمامًا كما تمكن الدكتور طلال من خلق ألحان لا تشبه غيرها حتى باتت بصمته الموسيقية واضحة دون الحاجة إلى تعريف.
” التواصل مع اللاوعي” يُنظر إلى اللاوعي في البرمجة اللغوية العصبية على أنه مخزن هائل للأفكار والاحتمالات غير المستغلة وهو عنصر أساسي في العملية الإبداعية فالإبداع الحقيقي يتطلب القدرة على الغوص في هذا العمق واستلهام الأفكار الجديدة وهو ما انعكس في ألحان الدكتور طلال التي تجاوزت حدود النمطية ولامست وجدان المستمع بأسلوب فريد.
” إعادة تأطير الواقع” تعد إعادة تعريف المواقف والنظر إليها من منظور جديد من التقنيات الأساسية في البرمجة اللغوية العصبية وهذا بالضبط ما نجده في رؤية محمد العلي للعالم من خلال أشعاره وكذلك في نهج الموسيقار طلال الذي استطاع أن يعيد تشكيل المشهد الموسيقي العربي بطريقته الخاصة متجاوزًا الأساليب التقليدية في التلحين.
وُلِد محمد العلي عام 1932 في الأحساء وانتقل إلى العراق لدراسة العلوم الدينية قبل أن يتجه إلى الأدب والفكر ليصبح أحد أبرز رواد الحداثة الشعرية في المملكة العربية السعودية من خلال كتاباته استطاع بناء جسور بين الماضي والمستقبل والموروث والتجديد والذات والمجتمع تميزت أعماله الشعرية مثل ديوانه الشهير لا ماء في الماء بنزعة فلسفية تتحدى القارئ لإعادة النظر في معاني الحياة والوجود أما كتاباته الفكرية مثل حلقات أولمبية والبئر المستحيلة فتجسد روح الإبداع من خلال الغوص في عمق القضايا الثقافية والإنسانية بأسلوب فريد يدمج بين التأمل الفلسفي والرؤية النقدية.
كما يعد الموسيقار الدكتور طلال أحد أبرز الأسماء في الساحة الفنية السعودية والعربية إذ استطاع أن يحقق شهرة واسعة رغم ” غموض هويته ” حيث قيل إنه شخصية افتراضية ومع ذلك فإن ألحانه وحدها كانت كفيلة بإثبات عبقريته الفنية حيث قدم أكثر من 800 لحن حتى نهاية عام 2022 م بدأ الموسيقار طلال رحلته عام 1982 م بأغنية وطنية للفنان الراحل طلال مداح ومنذ ذلك الحين استطاع أن يضع بصمته الخاصة على العديد من الأعمال الغنائية لكبار الفنانين العرب مثل محمد عبده حسين الجسمي ماجدة الرومي نجاة الصغيرة وغيرهم ومن أبرز ألحانه.
رماد المصابيح – محمد عبده
كل الكلام – نجاة الصغيرة
متى يأتي المساء – ماجدة الرومي
أين أذهب – صابر الرباعي
العاشق الهايم – سعد لمجرد
عندي فكرة – سعد لمجرد ويسرا محنوش.
ساهم الموسيقار طلال في رفع قيمة الموسيقى السعودية على مستوى العالم حيث حققت بعض أعماله مراكز متقدمة في التصنيفات العالمية مثل أغنية عندي فكرة التي حصدت المرتبة الخامسة في Global Music Charts. يمكن لأي شخص تطوير قدراته الإبداعية باستخدام بعض تقنيات البرمجة اللغوية العصبية ومنها :
” التصور الذهني الإبداعي ” والذي يعتمد على تخيل السيناريوهات والأفكار المختلفة قبل تنفيذها مما يساعد على تعزيز القدرة على الابتكار. ” تغيير وجهات النظر” تجربة رؤية الأمور من زوايا متعددة كما فعل العلي في نصوصه وطلال في ألحانه تفتح آفاقًا جديدة للتفكير .”التأكيدات الإيجابية” برمجة العقل لتبني أفكار جديدة وخلاقة من خلال التكرار الذهني للكلمات المحفزة.
” التأمل والتساؤل المستمر ” من خلال البحث عن المعاني العميقة وإعادة النظر في المسلمات كما تبنى العلي في مقالاته الفكرية وكما فعل الدكتور طلال عبر إعادة تشكيل المشهد الموسيقي بأسلوبه الخاص.
لم يعد الإبداع مجرد رفاهية بل أصبح ضرورة لمواكبة التطورات المتسارعة في عالم اليوم ومن خلال البرمجة اللغوية العصبية يمكننا تدريب عقولنا على التفكير بطرق غير تقليدية وتحفيز قدرتنا على الابتكار والتجديد وقد كان الشاعر محمد العلي والموسيقار الدكتور طلال نموذجين حيّين على أن الإبداع ليس مجرد لحظة إلهام عابرة بل هو نهج فكري مستمر يتطلب الجرأة والانفتاح والقدرة على تجاوز المألوف. فهل نحن مستعدون لاكتشاف إمكانياتنا الإبداعية الكامنة؟!
0 تعليق