ووفق موقع "هندوستان تايمز" "بينما تعتبر الساعات التي يقضيها العامل في العمل بشكل غير رسمي مقياسًا للإنتاجية، فقد وثقت دراسة سابقة آثارًا صحية ضارة عندما تتجاوز الساعات 55-60 ساعة في الأسبوع"، وفقًا للمسح، مستشهدًا بنتائج بيجا ف، ونافرادي ب (2021) و"تحليل منهجي من تقديرات منظمة الصحة العالمية ومنظمة العمل الدولية المشتركة للعبء المرتبط بالعمل من الأمراض والإصابات".

واستشهدت الدراسة ببيانات من دراسة أجراها مركز سابين لابز للدماغ والعقل البشري، وقالت الدراسة الاقتصادية: "إن قضاء ساعات طويلة على المكتب يضر بالصحة العقلية بنفس القدر. فالأفراد الذين يقضون 12 ساعة أو أكثر على المكتب يعانون من مستويات متوترة/متعثرة من الصحة العقلية، مع درجة صحة عقلية أقل بنحو 100 نقطة من أولئك الذين يقضون أقل من أو يساوي ساعتين على المكتب".

ونقلاً عن الدراسة، قال الاستطلاع إن اختيارات نمط الحياة الأفضل وثقافات مكان العمل والعلاقات الأسرية ترتبط بخسارة 2-3 أيام عمل أقل شهرياً.

إن العلاقات السيئة مع المديرين وانخفاض (أسوأ) الفخر والغرض في العمل يرتبطان بأكبر الزيادات في عدد الأيام التي لا يتمكن فيها الشخص من العمل، حسب قولها.

ومع ذلك، أشارت الدراسة إلى أن عوامل متعددة تؤثر على الإنتاجية، مشيرة إلى أنه حتى في الوظائف التي تتمتع بأفضل العلاقات الإدارية، يضيع حوالي 5 أيام شهريًا "لأن ثقافة مكان العمل ليست سوى عامل واحد (من بين عدة عوامل) في تحديد الإنتاجية (والرفاهة العقلية)".

ونقلاً عن دراسة لمنظمة الصحة العالمية، قال المسح إن نحو 12 مليار يوم عمل ضائع سنوياً بسبب الاكتئاب والقلق، وهو ما يعادل خسارة مالية تقدر بتريليون دولار.

وأشارت إلى أنه "بالنسبة للروبية، فإن هذا يترجم إلى حوالي 7000 روبية في اليوم".

يأتي رأي المسح الاقتصادي 2024-25 بشأن أسبوع العمل بعد أسابيع من إثارة رئيس مجلس إدارة شركة لارسن آند توبرو المحدودة والعضو المنتدب إس إن سوبرامانيان نقاشًا محتدمًا على وسائل التواصل الاجتماعي عندما قال إن الموظفين يجب أن يعملوا 90 ساعة في الأسبوع، بما في ذلك أيام الأحد بدلاً من الجلوس في المنزل.

لقد اتبع اقتراح نارايانا مورثي، المؤسس المشارك لشركة إنفوسيس، بتحديد أسبوع عمل بـ 70 ساعة، وملاحظة رئيس مجموعة أداني غوتام أداني " إن الزوجة سوف تهرب" إذا أمضى الشخص أكثر من ثماني ساعات في المنزل.

ومع ذلك، تعرض سوبرامانيان لانتقادات من بعض نظرائه في مجتمع الأعمال. وقال رئيس مجلس إدارة مجموعة آر بي جي هارش جوينكا إن ساعات العمل الطويلة هي وصفة للإرهاق وليس النجاح.

وأكد رئيس مجلس إدارة مجموعة ماهيندرا أناند ماهيندرا أيضًا أن التركيز يجب أن ينصب على جودة العمل والإنتاجية بدلاً من مقدار الوقت الذي يقضيه في العمل.

وعلى نحو مماثل، صرح رئيس مجلس إدارة شركة آي تي ​​سي المحدودة، سانجيف بوري، أن تمكين الموظفين من تحقيق إمكاناتهم وإنجاز وظائفهم على أكمل وجه كان أكثر أهمية من عدد الساعات التي يقضونها في العمل.

إن الجدل الدائر حول التوازن بين العمل والحياة يردد صدى جدال مماثل في الصين حيث يدور نقاش ساخن حول ما يسمى بثقافة "996" ــ تصف الأرقام الثلاثة جدولاً زمنياً مرهقاً من الساعة التاسعة صباحاً إلى التاسعة مساءً ستة أيام في الأسبوع.

واستشهد المسح الاقتصادي بدراسات أخرى، وأشار إلى أنه إذا كان الهدف من الطموحات الاقتصادية للهند هو تحقيقها، فلا بد من إيلاء اهتمام فوري لاختيارات نمط الحياة التي غالبا ما يتم اتخاذها خلال مرحلة الطفولة والشباب.

وعلاوة على ذلك، فإن ثقافات العمل العدائية والساعات المفرطة التي يتم قضاؤها في العمل المكتبي يمكن أن تؤثر سلباً على الصحة العقلية وتضع في نهاية المطاف الفرامل على وتيرة النمو الاقتصادي، حسب قولها.

وفي تعليقها على الاستطلاع، قالت شويثا شروف شوبرا، الشريك في شركة شاردول أمراتشاند مانجالداس وشركاه، إن الاستطلاع يؤكد على العواقب الاقتصادية العميقة المترتبة على عدم الاهتمام بأزمة الصحة العقلية في الشركات الهندية.

وقال شروف: "إن تعزيز ثقافات العمل الداعمة لا يعزز أنماط الحياة الصحية فحسب، بل يؤثر أيضًا على النتائج النهائية للشركة

يمكنك مشاركة الخبر علي صفحات التواصل